معجزات المسيح في الميزان

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

جدل بيزنطى هذا هو إسم ما يفعله النصارى فى حوارهم ومناظراتهم مع المسلمين فمن يحاور يكون إما يعلم ويكابر أو لا يعلم ويجادل أو لا يدرى إنه لا يدرى ويعاند,,, فالحق دائما واضح وظاهر ولكن سنفترض الظن الحسن ونقول أن البعض لا يراه واضحا لذا وجب التوضيح والله الموفق والمستعان



-( لم يدعى السيد المسيح الألوهيه مطلقا ولم يقل أبدا أنا الله بل كان يتصرف كإله وأعماله هى دليل ألوهيته ) هذا هو مضمون كلام الأنبا شنوده فى كتابه ألوهية المسيح وأيضا فى سنوات مع أسئلة الناس فهو يعترف - ولا مناص له من هذا - أن المسيح لم يقل أبدا أنا الله وهذا ثابت طبعا من خلال كتاب النصارى المقدس ولكن يخبرنا الأنبا شنوده إنه كان يتصرف كإله ولا أعلم من أين عرف الأنبا شنوده تصرفات الإله وكيف تكون على أى حال هو يستدل على هذه التصرفات من خلالالأعمال فأعمال المسيح أى معجزاته هى التصرفات التى بنى عليها الأنبا شنوده ومن سبقوه فى هذا الإيمان ألوهية المسيح فلنبحث حول هذه المعجزات لنرى إن كانت تصلح كدليل ألوهيه أم لا.



معجزات المسيح عليه السلام جعلته إلها !!!!! هكذا يؤمن النصارى !!!! تعالى الله عما يصفون,, فلنضع تلك المعجزات فى الميزان لنرى ما دلالة المعجزات.

هناك سؤال ملح يطرح نفسه على كل من يؤمن بألهية المسيح من خلال أعماله ,,, هل المعجزات تصلح لأن تكون دليل ألوهيه؟؟؟ للإجابه عن هذا السؤال لا بد من توضيح بضعة مفاهيم وذلك من خلال طرح بعد الأسئله والبحث عن إجابتها من خلال كتاب النصارى المقدس فمن فمك أدينك.

أولا ) هل صنع المسيح المعجزات بقدرته الذاتيه ؟؟



أظن أن الكثير منكم قد عرف إجابة السؤال ولكن لمن لا يعرف فليتابع التالى ولنرى,,

أ ) ماذا قال المسيح عن معجزاته؟؟

1) ماذا يخبرنا كاتب إنجيل لوقا على لسان السيد المسيح (Jn:5:30انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني).

هل الكلام غير واضح؟؟ لا أظن,,, فالنص على لسان المسيح يخبرنا فيه أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا من تلقاء نفسه !!! أى أن قدرته محدوده وهو كما يسمع يحكم وحكمه عادل ولماذا حكمه عادل؟ لأنه لا يطلب مشيئته بل مشيئه الله عز وجل الذى أرسله فمشيئته تابعه لمشيئة الله الذى له القدره المطلقه والمشيئه النافذه.




2) موضع أخر يحدثنا عنه كاتب إنجيل مرقص وأيضا على لسان المسيح (Mk:10:27 فنظر اليهم يسوع وقال.عند الناس غير مستطاع.ولكن ليس عند الله.لان كل شيء مستطاع عند الله.) وها هو يخبرنا أنه عند الله كل شيئ مستطاع فهو القادر على كل شيئ ولكن عند الناس غير مستطاع فقدرتهم محدوده .


3) كاتب إنجيل متى يحدثنا أيضا على لسان المسيح (Mt:28:18 فتقدم يسوع وكلمهم قائلا.دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض) يصرح المسيح بأن ما لديه من سلطان على أى شيئ فهو مدفوع له من قبل الله وليس سلطانا ذاتيا فيقول دفع إليّ كل سلطان ,,,, سبحان الله كلام مباشر و واضح و صريح ما لديه من سلطان ليس من نفسه بل هو دفع له من قبل الله.



4) نرجع مره أخرى لكاتب إنجيل يوحنا الإصحاح العاشر لنرى من يعطى السيد المسيح وممن يأخذ المسيح قدرته؟ (Jn:10:29 ابي الذي اعطاني اياها هو اعظم من الكل ولا يقدر احد ان يخطف من يد ابي.)
يخبرنا كاتب هذا الإنجيل من على لسان السيد المسيح أنه يقول أن الله أعطاه والله هوأعظم من الكل أى لا أحد يساويه مطلقا فلله العظمه كلها ,,,


5) وفى الإصحاح السابع من الإنجيل السابق نرى أن اليهود كانوا متعجبين على معرفته بالكتب وهو لم يتعلم فماذا كان رده؟؟؟ (Jn:7:15-18 فتعجب اليهود قائلين كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلّم. اجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي ارسلني. ان شاء احد ان يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي. من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه.واما من يطلب مجد الذي ارسله فهو صادق وليس فيه ظلم.),,, كان رد المسيح على تعجبهم من معرفته للكتب وهوغير متعلم بأن هذا العلم من الله الذى أرسله ومن يفعل شيئ من نفسه سيعرف إن كان هذا العلم من عند الله أم هو يتكلم من نفسه فمن يتكلم من نفسه يبحث عن مجد شخصى زائل ولكن من يطلب مجدا لله الذى أرسله فهو صادق,


6) كاتب إنجيل متى ينقل كلام من على لسان المسيح فى الإصحاح الحادى عشر (Mt:11:27 كل شيء قد دفع اليّ من ابي.وليس احد يعرف الابن الا الآب.ولا احد يعرف الآب الا الابن ومن اراد الابن ان يعلن له),,, كل شيئ ؟؟!!! المسيح يقر أن كل شيئ قد دفع إليه من الله ولم يستثنى شيئا أبدا فكل ما لديه من قدرات قد وهبه الله إياها ومن كلام المسيح ومن على فمه أمازال هناك من يقول أن هذه القدرات قدرات ذاتيه من المسيح نفسه؟


ب) ماذا كان رأى التلاميذ فى معجزات المسيح؟؟؟

1) فلنستمع إلى كلام بطرس كبير الحواريين وصخرته التى بنى عليها الكنيسه,,

فنرى فى أعمال الرسل (Acts:2:22ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون.) بالله عليكم أهناك شهاده أوضح من هذه الشهاده؟؟ يتحدث بطرس إلى بنى إسرائيل فيقول لهم أيها الرجال الإسرائيليون إسمعوا هذه الأقوال - يجذب إنتباههم فما سيقوله هو لشيئ مهم للغايه - يسوع الناصرى أى المسيح رجل نعم قال رجل لم يقل إله ولم يقل نصف إله ونصف بشر ولم يقل أيضا إله متحد ببشر بل قال إنه رجل وهذا الرجل قد أيده الله بقوات وعجائب أى المعجزات وهذه المعجزات هى من صنع الله فقد صنعها الله على يد المسيح كبرهان من الله على صدق نبوة المسيح,,,
هل هناك أحد يحتاج إلى شهادة أخرى غير شهادة بطرس كبير الحواريين؟؟؟



ج) ماذا كان رأى من شاهد معجزات المسيح؟؟

1) يروى لنا كاتب إنجيل متى واقعة شفاء المفلوج وتبشير المسيح له بغفران خطاياه ثم يخبرنا ماذا قالت الجموع التى شاهدت الواقعه (Mt:9:8 فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي اعطى الناس سلطانا مثل هذا) من شاهد الواقعه من الجموع تعجبوا مما حدث مجدوا الله الذى أعطى المسيح هذه المقدره.

2) هناك مثال أخر من متى أيضا (Mt:15:31 حتى تعجب الجموع اذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحّون والعرج يمشون والعمي يبصرون.ومجدوا اله اسرائيل) هل نحتاج إلى التعليق هنا أيضا أم أن الكلام واضح؟؟ هذا ما فعلته الجموع بعدما رأوا المعجزات مجدوا الله .


3) مثال أخير من لوقا بعدما صنع المسيح عدة معجزات (Lk:5:25 ففي الحال قام امامهم وحمل ما كان مضطجعا عليه ومضى الى بيته وهو يمجد الله.)(26 فأخذت الجميع حيرة ومجدوا الله وامتلأوا خوفا قائلين اننا قد رأينا اليوم عجائب) سبحان الله من حضر المعجزات ورأى المسيح ورأى معجزاته كان يمجد الله الذى أيد المسيح بتلك المعجزات ولم يظن أحد مطلقا أن هذه المعجزات من المسيح بذاته وقدرته بل كانوا يؤمنون أنها دليل وبرهان من الله على نبوة المسيح لذلك كانوا يمجدون الله وليس المسيح!!!!



د) ماذا كان رأى من شفاه الله على يد المسيح؟؟


1) الأعمى الذى الذى فتح على يد المسيح نراه فى يوحنا يقول ردا على سؤال اليهود فيما كان يعتقده عن المسيح (Jn:9:17 قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك.فقال انه نبي.) !!!!! من حضر المعجزه ومن صنعت له المعجزه يقر ويشهد أن المسيح نبى وليس بإله فالنبى معجزاته برهان على نبوته من عند الله وليست من نفسه ولا بقدرته الذاتيه.


ثانيا) هل كان السيد المسيح هو الوحيد القادر على صنع المعجزات؟؟؟

كلنا نعرف بل ونؤمن أن المسيح لم يكن الوحيد والمتفرد بالمعجزات بل كل أنبياء الله أيدهم الله بالمعجزات ولكن هناك من يقول أن معجزات المسيح لم يصنعها أحد غيره فلنأخذ هذه المعجزات ونرى إن كان هو الوحيد القادر على صنع تلك المعجزات أم هناك غيره يصنع مثلها؟؟؟

1) معجزة إحياء الموتى,,,
أ) لنذهب إلى حزقيال من الإصحاح السابع والثلاثون بدأ من العدد الأول حتى العدد العاشر (Ez:37:10 فتنبأت كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على اقدامهم جيش عظيم جدا جدا.) حزقيال لم يحيى شخص واحد فقط بل أحيا جيشا فهل إدعى أحد أنه الله؟؟؟

ب) وفى سفر الملوك الأول الإصحاح السابع عشر بدأ من العدد السابع عشر وحتى العدد الثالث والعشرون (1Kgs:17:23 فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه.وقال ايليا انظري.ابنك حيّ.) إيليا أيضا أحيا طفل فهل إدعى أحد أنه الله؟؟؟

ج) فى سفر الملوك الثانى الإصحاح الثالث عشر (2Kgs:13:21 وفيما كانوا يدفنون رجلا اذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه.) هذه هى معجزة المعجزات فمجردأن لمس جسد الميت عظام إليشع قام الميت من الأموات فهل إدعى أحد أن إليشع هو الله؟؟؟

د) فى أعمال الرسل نرى أن بطرس أيضا أحيا ميتا (Acts:9:40 فاخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلّى ثم التفت الى الجسد وقال يا طابيثا قومي.ففتحت عينيها.ولما ابصرت بطرس جلست.) فهل تؤمن أن بطرس هو الله؟؟؟

2) معجزة الخلق,,,يقول النصارى أن المسيح كان يخلق ويستدلون على ذلك بإنه أشبع الجموع وكانوا نحو خمسة ألآف غير النساء والأولاد من خمسة أرغفه وسمكتين وتبقى من أكلهم من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة!!!! ويدعون أنه بهذا قد خلق!!!! سبحان الله ولكن سنضع النص ونرى ماذا حدث فى هذه الواقعه من خلال رواية كاتب إنجيل متى (Mt:14:19 فامر الجموع ان يتكئوا على العشب.ثم اخذ الارغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر واعطى الارغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع.) لى تعليقان على هذا النص
أ) أولا نرى بكل وضوح إثباتا لنقطتنا الأولى ألا وهى أن معجزات المسيح ليست بقدرته الذاتيه فهو هنا يرفع نظره نحو السماء ثم يبارك أى كان يصلى لله ويطلب منه أن يؤيده بهذه المعجزه


ب) إن كان النصارى يعتقدون أنه بإطعام كل هذه الجموع بخمسة أرغفه وسمكه بمباركته إياهم فهناك من أوجد طعاما لم يكن موجودا أى من لاشيئ فهل هذا خلق أيضا ؟؟؟ أين هذا ؟؟ لنرى فى سفر الملوك الثانى الإصحاح الرابع من العدد الثالث (2Kgs:4:3 فقال اذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة.لا تقللي. 4 ثم ادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبّي في جميع هذه الاوعية وما امتلأ انقليه. 5 فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها.فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب. 6 ولما امتلأت الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء.فقال لها لا يوجد بعد وعاء.فوقف الزيت.) أرأيت؟؟ ليس هذا فقط بل إنى أدعوكم أن تقرأوا الإصحاح كاملا وستجدون مفاجآت عجيبة وغريبه فالإصحاح مليئ بالمعجزات التى صنعها إليشع من خلق الطعام - إن صح التعبير كما يدعى النصارى - إلى التنبؤ بأخبار مستقبليه بأن المرأه سيرزقها الله إبنا ثم موت الإبن وإحياء إليشع له ففى هذا الإصحاح معجزات كثيره لإليشع فهل إدعى أحد إنه إله؟؟؟



الآن نستطيع أن نقول ونجزم أن المسيح لم يكن الوحيد القادر على صنع المعجزات فالكثير ممن سبقوه صنعوا معجزاته بل وصنعوا معجزات لم يصنعها هو والمسيح يخبرنا أيضا أن هناك من سيأتى بعده ويصنع نفس معجزاته بل وسيصنع أعظم من معجزاته يخبرنا بهذا كاتب إنجيل يوحنا على لسان المسيح نفسه (Jn:14:12 الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها لاني ماض الى ابي.)
ليس فقط من يؤمن به بل أيضا هناك من سيدعى النبوه ويصنع المعجزات (Mt:24:24 لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا.) فهل هناك من لا زال يعتقد بأن المسيح هو الوحيد المتفرد بصنع المعجزات ؟؟؟؟!!!!!



ثالثا) هل كل من صنع معجزه هو إله؟

إجابة هذا السؤال غاية فى الوضوح الآن بعد كل ما قد سبق فهل يمكننا أن نقول أن إليشع أو إيليا أو حزقيال أو أى أحد أخر إنه إله لصنعه معجزات؟؟؟

وما رأيكم فيمن يعمل معجزات الآن بإسم يسوع؟؟ هل هم قديسين؟؟ فلنرى رأى المسيح فيمن يصنع المعجزات بإسمه (Mt:7:22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة.23 فحينئذ أصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.اذهبوا عني يا فاعلي الاثم.) يخبركم أنه فى يوم القيامه الكثيرين سيقولون له أليس بإسمك صنعنا معجزات وأخرجنا الشياطين؟؟؟ فسيكون رده عليهم أنه لا يعرفهم وأنهم من فاعلى الإثم!!!!


الآن نلخص ما سبق فى جمله واحده كى نستطيع أن نجيب على السؤال الأساسى ألا وهو هل المعجزات تصلح لأن تكون دليل ألوهية السيد المسيح؟؟

السيد المسيح لم يصنع المعجزات بقدرته بل صنعها الله على يده ولم يكن السيد المسيح هو الوحيد القادر على صنع المعجزات والمعجزات ممكن أن تحدث من أنبياء كذبه يدعون النبوه فهل يمكننا بعد كل هذا أن نقول أن دليل ألوهية المسيح هى أعماله ومعجزاته؟؟؟

من لازال يصر على أنها دليل ألوهيه فعليه أن يؤمن بألوهية كل من صنع المعجزات بما فيه الأنبياء الكذبه وايضا كل المؤمنين بالمسيح ,,, حسبنا الله ونعم الوكيل

وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين

صدق رب العزة (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون [المائدة : 75])