[بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ظهرت فرقتان منحرفتان كبيرتان من فرق الباطنية، وقد قدر لهما الله تعالي أن يجتاحا أماكن كبيرة في العالم بأسره، والطائفتان هما (البهائية والقاديانية).
ومن أسف فإن تلك الفرق أضلت أناساً كثيرين، واستطاعوا أن يردوا كثيراً من المسلمين عن دينهم خصوصاً المثقفين منهم، وكان من ضمن خططهما الجهنمية أنهما استطاعا أن يقنعاهم (كذباً وبهتاناً) أن كل الأديان صحيحة، وأن السلام الحقيقي في إتباع كل الأديان رغم تناقضها، أما في الحقيقة (بزعمهم) أنه لا تناقض بين تلك الأديان إطلاقاً، وأن هاتين الديانتين قد أتيتا لتزيل ما بتلك الأديان من تناقض بينها.
ولكن ما موقف القرآن من هذه الحقيقة؟..... وهل سيترك الله تعالي اللاحقين الآخِرين ممن يشهدون تلك الفتنة بدون تحذير أو إنذار من هاتين الطائفتين المنحرفتين؟؟..... أليس القرآن العظيم بتفصيل لكل شئ؟.... بلي والله فهو تفصيل لكل شئ، ولن يترك الله تعالي اللاحقين دون أن يحذرهم من مغبة إتباع هؤلاء الأدعياء الضالين أبداً لأنه حق وعدل ورحيم.
لقد وضع الله تعالي لنا ولمن بعدنا إشارات لطيفة في القرآن تنبئ عن ظهور تلك الفرقتان الكبيرتان الضالتان، وهذا من ضمن إعجازات القرآن العظيم التي سوف تتوالي إلي قيام الساعة، لتنبئ عن غيب ما كان يعلمه رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا قومه، وسوف نري هذه اللطائف في القرآن من العرض الآتي:
أولاً القرآن يُحَذِر الناس من طائفة البهائية:
البهائية فرقة منحرفة و مرتدة عن الإسلام، وقد ظهرت في إيران في منتصف القرن التاسع عشر علي يد شخص منحرف يدعي (بالعباس) والذي سمي نفسه بعد ذلك بعبد البهاء، وقد زعموا أن ابن أخيه الميرزا حسين هو الله!! (حاشي لله تعالي)، وكانوا يطلقون عليه أيضاً لفظ (بهاء الله)، لذلك فقد عمدوا إلي تأويل الآية رقم 180 من سورة الأعراف وحرفوها بما يتناسب مع زعمهم الفاسد وعقيدتهم الضالة، وهذا هو نص الآية:
(وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، فقد قاموا بقراءتها بفتح الباء لكلمة (بها)، وعلي ذلك سوف يصير المعني الجديد (المزعوم) للآية فادعوه بهاء، أي زعموا أن الله اسمه بهاء، وقد فعلوا ذلك بجهل منهم وعمي، إذ لم يقرأوا بقية الآية و التي تتوعدهم (وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)، أي أن الله تعالي قد وصفهم بأنهم هم الذين يلحدون في أسمائه، إذ أن (البهاء) ليس اسما من أسماء الله الحسني!!، لذا فإنهم قد وقعوا تحت طائلة الآية دون أن يشعروا، وإنهم سيجزون ما كانوا يعملون من التحريف وادعاء الألوهية و الكفر الذي كانوا سادرين فيه، وبالطبع فإن هذا ينم علي إعجاز جديد يضاف إلي باقي الإعجازات التي عرفناها حتي الآن في القرآن والتي سوف يظهر الكثير منها إلي قيام الساعة، فهذه احدي إنباءات القرآن عن الغيب.
القرآن يحذر الناس من طائفة القاديانية:
القاديانية كالبهائية تماماً في ضلالها ومروقها عن الإسلام (باسم الإسلام)، فقد ظهرت في نفس الوقت الذي ظهرت فيه البهائية تقريباً، ولكن هذه المرة لم يكن الميرزا حسين هو المنوط (من قبل اليهود طبعاً) لأداء هذه المهمة الحقيرة وهي ادعاء النبوة، ولكن كان الغلام (أحمد القادياني)، فقد ادعي النبوة والرسالة وقام بتأويل الآية بسورة الصف و التي قالها الله علي لسان سيدنا عيسي عليه السلام (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (الصف 6)، فادعي أن الآية تخصه هو فيما يتعلق بالرسالة، وأن اسم (أحمد) المذكور في الآية يعنيه هو، وبالطبع فقد كان هذا نتيجة بصيرته العمياء مثل أخيه حسين (في الضلال)!، إذ أنه لم يقرأ الآيات التي جاءت إثر تلك الآية مباشرة والتي نددت بظلمه ورغبته في إطفاء نور الله تعالي وإرسال رسول الله (محمد صلي الله عليه وسلم) بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله، فلنتأمل الآيات معا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ*يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف 9،8،7)
أجل...إن القرآن لا يزيد الظالمين (أمثال حسين وأحمد القادياني) إلا خساراً وقد صدق الله تعالي حين قال (وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) (الإسراء 82).
وأؤكد أنمها إنباءان من القرآن عن الغيب ما كان ليعلمهما رسول الله تعالي ولا قومه.
(وصدق الله العظيم وكذب المموهون الخادعون)[/center][/center][/center][/center][/center]