اعداد الشيخ على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم لبيان حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الوعاظ والقصاص بما فيها من افتراءات واشتهرت أيضًا في كتب التفاسير، وهذه القصة تصطدم مع الأحاديث الصحيحة والحقائق العلمية
وإلى القارئ الكريم حقيقة هذه القصة الواهية
أولاً متن القصة
رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال الحواريون لعيسى ابن مريم لو بعثت لنا رجلاً شهد السفينة فحدثنا عنها فانطلق بهم حتى انتهى بهم إلى كثيب من تراب، فأخذ كفًا من ذلك التراب بكفه، قال أتدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال هذا كعب حام بن نوح، قال فضرب الكثيب بعصاه، قال قم بإذن الله، فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب، قال له عيسى هكذا هلكت؟ قال لا، ولكن مِت وأنا شاب، ولكنني ظننت أنها الساعة، فمن ثَمَّ شبت قال حدثنا عن سفينة نوح قال كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدوابُّ والوحوش، وطبقة فيها الإنس، وطبقة فيها الطير، فلما كثر أرواث الدواب، أوحى الله إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل، فغمز فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث، فلما وقع الفأر بجَرَز السفينة أي صدرها أو أوسطها يقرضه، أوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد، فخرج من منخره سنور وسنورة، فأقبلا على الفأر، فقال له عيسى كيف علم نوح أن البلاد قد غرقت؟ قال بعث الغراب يأتيه بالخبر، فوجد جيفة فوقع عليها، فدعا عليه بالخوف، فلذلك لا يألف البيوت، قال ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقارها، وطين برجليها، فعلم أن البلاد قد غرقت، قال فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها أن تكون في أنس وأمان، فمن ثَمَّ تألف البيوت، قال فقلنا يا رسول الله، ألا ننطلق به إلى أهلينا فيجلس معنا ويحدثنا؟ قال كيف يتبعكم من لا رزق له؟ قال فقال له عُدْ بإذن الله، قال فعاد ترابًا
ثانيًا التخريج
أخرج هذه القصة الإمام ابن جرير الطبري في «تفسيره» ح قال حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج، عن مفضل بن فضالة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال فذكر القصة
وأورد هذه القصة الحافظ ابن كثير في «تفسيره» كذلك، وأورد هذه القصة الإمام القرطبي في «تفسيره»